الإعجاز العددي في القرآن يعرف بأن هو الملاحظات للباحثين عما ورد في القرآن الكريم من التوازي والتوازن والتساوي في أعداد الكلمات المتعاكسة والمتضادة والتكرارات والأرقام وأماكن الجمل أو الآيات وما يزيد من غير ذلك من الأدلة الرياضية المحسوسة.  وهو لا يُعتبر علمًا معتمدًا من قبل مشايخ وعلماء المسلمين ولا يحبذ أن البعض قام باستخدام الاعجاز العددي للدعوة إلى الإسلام كما يحدث مع الإعجاز القرآني العلمي و لأن الاعجاز العددي غير مبني على قواعد معينة.

الإعجاز العددي في القرآن

ويشدد مشايخ و علماء المسلمين أيضا من الاعتماد على الآيات والجمل في إعطاء كل كلمة أو حرف رقم، لأن النبي الصادق محمد صلى الله عليه وسلم لم يعتمد ذلك ولأن أصل حساب “الجمّل” .

وزاد في الأونة الاخيرة اتسعت وانتشرت بعض الكلمات التي تكررت بنفس العدد في القرآن الكريم كمعجزة عددية تشهد على صدق القرآن الكريم ، وتعرضت هذه المعجزة لانتقاد الكفرة و الملحدين مراراً وتكراراً، فما الحقيقة وراء هذه الكلمات وهل الأعداد المذكورة صحيحة أم لا وهل هناك معجزة عددية بالفعل؟ هذا سؤال وردنا في منصة فكرة من أحد الإخوة الأفاضل الذين هداهم الله بسبب الإعجاز العددي فسبحان الله الذي بمعجزاته و بارادته يهدي من يشاء ونسأل الله ان يهدينا ويهديكم لما يحبه ويرضاه .

الإعجاز العددي في القرآن

وكلمة الدنيا تكررت 115 مرة والآخرة تكررت 115 مرة في القران الكريم 

وتعتبر هذه الحقيقة العددية ثابتة حيث نجد أن كلمة (الدنيا) تكررت في القرآن بنفس عدد مرات ذكر (الآخرة) والتي تكررت 115 مرة.  ولكن البعض انتقد هذه الحقيقة بحجة أن في القرآن عدة كلمات لم تأتِ بمعنى الحياة الدنيا مثلاً:

(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى) [الأنفال: 42].

الإعجاز العددي في القرآن

حيث يتضح لنا هنا أنه جاءت كلمة (الدنيا) هنا بمعنى الأدنى ، وليس الحياة الدنيا.

ولكن نحن في أمور الإعجاز العددي نتعامل مع الكلمات بغض النظر عن ما يكون معناها اللغوي ، إلا إذا تم الإشارة والتوضيح لذلك. والقضية هنا أن مكتشف هذا الإعجاز لم يراعِ هذه الناحية ، فجاء بكلمات ومعاني تكررت بنفس العدد وفي كل مرة يعتمد منهجاً يختلف عن المرة الثانية، لذلك جاءت النتائج غير مقنعة كما سنرى.

كلمة الحياة تكررت 145 مرة والموت تكررت 145 مرة في القران الكريم

يعتبر هذا الأمر غير صحيح ، فالحياة مع مشتقاتها وتكرارتها تكررت 163 مرة، والموت مع مشتقاته وتكراراته  تكرر 161 مرة.   ولكن الباحث انتقى مشتقات محددة للكلمة وأهمل بعض الكلمات، وهذا لا يجوز في الإعجاز العددي.

كلمة (الصالحات) تكررت 167 مرة و(السيئات) تكررت 167 مرة في القران الكريم

يعتبر هذا الأمر غير صحيح ،لأن كلمة (الصالحات) تكررت في القران الكريم  62 مرة ومع مشتقاتها وتكرارتها  181 مرة، و تكررت كلمة (السيئات) تكررت 36 مرة ومع مشتقاتها وتكرارتها  131 مرة . وهنا يعود الباحث ليحصي مشتقات محددة يختارها بما يناسب حساباته.

كلمة (الملائكة) تكررت 88 مرة و(الشيطان) تكررت 88 مرة في القران الكريم 

وسبحان الله تعتبر حقيقة صحيحة ومذهلة، فقد ذكرت وتكررت كلمة (الملائكة) 68 مرة في القران الكريم ، ومع مشتقاتها 88 مرة، وكلمة (الشيطان) ذكرت وتكررت في القران الكريم  68 مرة ومع مشتقاتها 88 مرة، فتأمل هذا التناسق المذهل والمدهش في القران الكريم ؟!! نفس العدد يتكرر في كل مرة، هل يمكن لمصادفة أن تأتي بمثل هذا الإحكام فهذا هو حكمة الله عز وجل .

كلمة تكررت جهنم ومشتقاتها 77 مرة و الجنة ومشتقاتها تكررت 77 مرة 

يعتبر هذا الأمر غير صحيح، فكلمة جهنم تكررت 77 مرة وليس لهذه الكلمة مشتقات، ولكن كلمة (الجنة) تكررت 66 مرة، ومع مشتقاتها 147 مرة، أما كلمة (النار) مع مشتقاتها فقد تكررت 145 مرة.

كلمة الرحمن تكررت 57 مرة و الرحيم تكرر 114 مرة أي الضعف

يعتبر هذا الامر غير صحيح، لأن كلمة (الرحمن) تكررت 57 مرة، ولكن كلمة (الرحيم) تكررت 115 مرة.

كلمة الفجار تكررت 3 مرات والأبرار تكرر 6 مرات أي الضعف

تكررت 3 مرات، ومع مشتقاتها 6 مرات، بينما كلمة (الأبرار) فقد تكررت 6 مرات ومع مشتقاتها 20 مرة.

لذلك لا أدري كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الأعداد هنا. فالمؤلف لهذا البحث تارة يعد الكلمة مع مشتقاتها وتارة من دون مشتقاتها حسب ما ينضبط معه الحساب، وهذا الأسلوب الانتقائي غير صحيح وليس من أساليب البحث العلمي.

كلمة النور ومشتقاتها تكررت 24 مرة والظلمة ومشتقاتها تكررت 24 مرة

يعتبر هذا الأمر غير صحيح ، فكلمة (النور) مع مشتقاتها تكررت 49 مرة، بينما (الظلام) مع مشتقاته تكرر 26 مرة.

كلمة العسر تكررت 12 مرة واليسر تكرر36 مرة أي ثلاثة أضعاف

يعتبر هذا الامر غير صحيح، فكلمة (العسر) مع مشتقاتها تكررت 12 مرة، بينما كلمة (اليسر) مع مشتقاتها تكررت 39 مرة، والحقيقة لا أدري لماذا يأتي بعض الباحثين بأعداد غير صحيحة، على ما يبدو أن السبب وراء ذلك هو البحث عن بريق الشهرة وليس عن الإعجاز …

الإعجاز العددي في القرآن

كلمة قل تكررت 332 مرة وكلمة قالوا تكررت 332 مرة

سبحان الله هذا الأمر صحيح، وهذا يدل على أن الإسلام دين الحوار، ولذلك جاءت كلمة (قل) فتكررت 332 مرة وبنفس العدد تكررت كلمة (قالوا) أي 332 مرة.

الإعجاز العددي في القرآن

كلمة الشهر بلغ 12 مرة والسنة هي 12 شهراً 

سبحان الله يعتبر هذا الامر صحيح، بشرط أن نحصي كلمة (الشهر، شهراً، شهر) بالمفرد دون أن نحصي كلمات (أشهر، شهرين…)، لنجد أن (الشهر) و(شهراً) تكررت 12 مرة بعدد أشهر السنة.

الإعجاز العددي في القرآن

كلمة اليوم بلغ عددها 365 مرة و السنة 365 يوماً

يعتبر هذا الأمر صحيح سبحان الله ، بشرط أن نحصي الكلمة في صيغة المفرد فقط، فقد تكررت كلمة (يوم، اليوم، يوماً) 365 مرة في القرآن كله بعدد أيام السنة الشمسية (تقريباً)، ولم يتم هنا إحصاء كلمة (أيام، يومين…).

الإعجاز العددي في القرآن

وللتنويه نوضح لكم إن مثل هذه الأبحاث فيها نقطة ضعف أساسية  ونود ننوه لكم فيها في منصتنا منصة فكرة وهي أنه لا يوجد منهج ثابت للباحث، فتارة يعد الكلمة مع مشتقاتها، وتارة من دون مشتقاتها، ثم يعد كلمة أخرى حسب المعنى اللغوي، وفي كلمات يعدها حسب لفظها بغض النظر عن معناها،

الإعجاز العددي في القرآن

وتارة يأتي بكلمتين متعاكستين في المعنى اللغوي مثل الدنيا والآخرة، ثم يأتي بكلمتين لا علاقة بينهما، مثل الهدى والرحمة، فهناك كلمات كثيرة مرادفة لها مثل المغفرة والتقوى والإحسان وغير ذلك، فلماذا اختار هاتين الكلمتين بالذات .. الإعجاز العددي في القرآن

لذلك يجد الكثير من الدارسين في هذا البحث الكثير من الكلمات مثل (المحبة) و(الطاعة) – (الهدى) و(الرحمة) – (الشدة) و(الصبر) – (السلام) و(الطيبات) – (الجهر) و(العلانية)، بغض النظر عن مدى صحة الأعداد الواردة بشأنها (ومعظمها غير صحيح) فإنني لا أدري لماذا اختار الباحث هذه الكلمات بالذات وما العلاقة بينها،

الإعجاز العددي في القرآن

فمثلاً: لماذا اختار المحبة والطاعة وقرن بينهما؟ مع العلم أن (المحبة) ذُكرت 83 مرة مع مشتقاتها، أما (الطاعة) فقد ذكرت 84 مرة، والذي يبحث في مشتقات كل كلمة يجد صعوبة في تحديد ما يختار، وهنا تلعب عملية الانتقاء دوراً، وهو ما نرفضه في الإعجاز العددي، حيث نشترط أن يتبع الباحث منهجاً ثابتاً من أول البحث وحتى آخره.

الإعجاز العددي في القران الكريم إعجاز أم لطائف ؟

ولأن و بسبب عدم وضوح مثل هذه الأبحاث فإننا نرى بعض العلماء يفضلون إطلاق مصطلح “لطائف عددية” على مثل هذه التناسقات وأنها لا ترقى لمستوى المعجزة، ولكن رأيي الشخصي أن أي تناسق عددي في القرآن هو معجزة، لأنه أكبر بكثير من طاقة البشر.

فمثلاً لو طلبنا من أديب أو شاعر أو كاتب أن يؤلف لنا قصة أو قصيدة بحيث تتكرر كلمة (قل) 332 مرة وكلمة (قالوا) 332 مرة، فإن النتيجة أنه سينصرف كل جهده وتفكيره نحو هاتين الكلمتين، وسيسعى جاهداً لاختراع جمل تحوي هاتين الكلمتين، وسوف تكون القصة أو القصيدة أشبه بالكلمات المتقاطعة لا معنى لها.

الإعجاز العددي في القرآن

وهذا هو سر الإعجاز في القرآن أنك عندما تقرأه تشعر بأنه محكم في آياته، وقوي في أسلوبه ورائع في بلاغته، ولا تشعر بأي تصنع أو ركاكة، هذا بالنسبة لتكرار كلمة واحدة، فكيف إذا طلبنا من هذا المؤلف أن يقوم بإعداد كتاب كامل مع مراعاة تكرار كل كلمة… إنه عمل مستحيل!

الإعجاز العددي في القرآن

إننا  نتوقع حسب ما تم دراسته في منصة فكرة أن كل كلمة من كلمات القرآن تكررت بنظام عددي محكم، ولو تأملنا الأمثلة المبهرة في الإعجاز العددي، لرأينا تناسقات محيّرة والتي إن دلَّت على شيء فإنما تدل على أنه لا يمكن لبشر أن يأتي بمثل هذا القرآن. فعلى سبيل المثال تكرر ذكره (آدم) في القرآن 25 مرة واسم (عيسى) ذُكر في القرآن 25 مرة، هذا التماثل أشار إليه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى

: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]. وهناك أمثلة كثيرة تؤكد أن القرآن معجز في أعداد كلماته وحروفه وترتيب آياته وسوره.

الإعجاز العددي في القرآن

وخلاصة القول:

الإعجاز العددي في القرآن

يجب على الباحث والدارس  في الإعجاز العددي أن يتبع ويمضي على منهجاً علمياً ثابتاً  متأكداً به في أدلته في بحثه ليكون مقنعاً للمسلمين قبل غيرهم، والقرآن مليء بالأسرار العددية ولكن لا نستعجل في نشر وتعميم والترويج لأي بحث قبل التأكد منه ومن مصادره ، فليس الهدف البحث ذاته، بل الهدف إقناع غير المسلمين به للدعاية الى توحيد الله ورسوله ، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لضعف أبحاث الإعجاز العددي وعدم تأثيرها على غير المسلمين.

الإعجاز العددي في القرآن

ونسأل الله عز وجل أن نكون وفقنا في منصة فكرة في توضيح مفهوم وأمثلة حول الإعجاز العددي في القرآن وان كان توفيق فهو من الله عز وجل .. وان كان هناك أي خطأ غير مقصود فهو من انفسنا ومن الشيطان . ونشكركم على الاهتمام .

الإعجاز العددي في القرآن

 

شاهد أيضاً :

من هو زوج اسماء بنت ابي بكر

كم عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن

من هو عم الرسول واخوه في الرضاعه